رحيل إنعام حسين عبد الرسول ابنة مكتشف مقبرة توت عنخ آمون عن عمر ناهز 95 عاماً

شيّعت مدينة القرنة غرب محافظة الأقصر، اليوم الأربعاء، جثمان الحاجة إنعام حسين عبد الرسول، ابنة صاحب القصة الأشهر في تاريخ الآثار المصرية، حيث ارتبط اسم والدها باكتشاف مقبرة الفرعون الشاب توت عنخ آمون. وتوفيت إنعام عن عمر ناهز 95 عاماً.

وقال الطيب عبد الله حسن، وهو مرشد سياحي من أبناء المنطقة، إن الراحلة وُريت الثرى وسط حضور لافت من أهالي المدينة، الذين ودّعوها إلى مثواها الأخير بكثير من التقدير والإجلال لما تمثله من ارتباط وثيق بإحدى أبرز المحطات في تاريخ علم الآثار.

ونشأت إنعام في منزل والدها، الحاج حسين عبد الرسول، الذي يُروى أنه كان دليلاً محلياً ساهم في إرشاد البعثة البريطانية إلى موقع مقبرة توت عنخ آمون بوادي الملوك، وهي الواقعة التي شكّلت علامة فارقة في التاريخ الأثري لمصر.

ورغم أن الفضل الرسمي في الاكتشاف يعود إلى عالم المصريات البريطاني هوارد كارتر، الذي عُرف عالمياً بعد كشفه المقبرة عام 1922، فإن أبناء القرنة لا يزالون يحتفظون بروايتهم التي تضع حسين عبد الرسول في قلب الحدث، لا سيما أن ابنه كان أول من عثر على أولى درجات المقبرة.

يُذكر أن هوارد كارتر، المولود في كينسينجتون بلندن عام 1874، بدأ مشواره الأثري في سن السابعة عشرة بمصر، وارتبط اسمه لاحقاً باكتشافات كبرى، من بينها آثار الملكة حتشبسوت. إلا أن الإنجاز الأبرز في مسيرته يبقى اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، الذي تم بدعم مالي من اللورد كارنارفون، وجعل من اسمه مرجعاً في علم المصريات.

برحيل إنعام، تُطوى صفحة من ذاكرة شاهدٍ على التاريخ، عاشت في أجواء ارتبطت بأحد أعظم الاكتشافات الأثرية في العالم، واحتفظت في وجدانها بقصة والدها التي تناقلها أهل الأقصر جيلاً بعد جيل.